للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- ديانته وأخلاقه:

كان عمرو بن كلثوم نصرانيًّا، على الأغلب٢، وذلك لأن نصرانية تغلب ثابتة حتى القرن الثالث والرابع بعد الهجرة٣، لكنّ ليس في ديوانه وأخباره التي وصلت إلينا ما يؤكد ذلك. أما صفاته وأخلاقه، فيظهر من أخباره وشعره، أنه كان فارسًا مقدامًا، سيدًا في قومه، شاعرًا مفلقًا، شديد الأنفة إلى حد الكبرياء، فخورًا بنفسه وبقبيلته إلى حد الادِّعاء الصبياني، كريْمًا سخيًّا٤، فاتكًا، وقد ضرب المثل بفتكه، فقيل: "أفتك من عمرو بن كلثوم"٥ ولعل سبب هذا القول فتكه بالملك عمر بن هند.


٢ جعله الأب لويس شيخو من شعراء النصرانية "راجع كتابه شعراء النصرانية ص ١٩٧- ٢٠٤".
٣ راجع الأب لويس شيخو: النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية. ص ١٢٥.
٤ وروي أنه قال ردًّا على لوم امرأته لشدة إتلافه ماله "من الرمل":
لا تلوميني فإني متلف ... كل ما تحوي يميني وشمالي
لست، إن أطرفت مالًا، فرحًا ... وإذا أتلفته لست أبالي
يخلق المال، فلا تستيئسي ... كرّيَ المهر على الحي الحلال
٥ ورد المثل في جمهرة الأمثال للعسكري ٢/ ١١٢؛ والدرة الفاخرة لأبي حمزة الأصفهاني ١/ ٣٢٩؛ ومجمع الأمثال للميداني ٢/ ٩٠؛ والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري ١/ ٢٦٦.

<<  <   >  >>