للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إلحاح المنذر في طلبه]

وألَحَّ المنذر في طلب امرئ القيس ووجَّه الجيوش في طلبه من إياد وبهراء وتنوخ، ولم تكن لهم به طاقة. فأمدَّهم أنوشروان بجيش من الأساورة١، فسرَّحهم في طلبه، وتفرَّق حمير ومن كان مع امرئ القيس، فنجَا في عصبة من بني آكل المرار، حتى نزل بالحرث بن شهاب من بني يربوع بن حنظلة ومعه أدرع خمس: الفضفاضة، والضافية، والمحصنة والخرّيق وأم الذيول٢ كُنَّ لبني آكل المرار يتوارثونها ملكًا عن ملك. فما لبثوا عند الحرث بن شهاب حتى بعث إليه المنذر مائة من أصحابه يوعده بالحرب إن لم يسلم إليه بني آكل المرار، فأسلمهم ونجا امرؤ القيس ومعه يزيد بن معاوية بن الحرث وبنته هند -أي: بنت امرئ القيس- والأدرع والسلاح ومال كان بقي معه.


١ الأساورة، الواحد أسوار: القائد عند الفرس، ورامي السهام.
٢ الفضفاضة: الواسعة. الضافية: السابغة، الطويلة الواسعة. المحصنة: التي تحصن لابسها، تمنعه.
الخريق: السخي أو الظريف في سخاء. أو ربما أريد: الكثير الخروق لأنها منسوجة من زرد. أم الذيول: أم الأطراف.

<<  <   >  >>