للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولي كبد مجروحة قد بدا بها ... صدوع الهوى لو أن قينًا يقينها

أي لو أن مصلحًا يصلحها. ويروى: على كل حيري، منسوب إلى الحيرة١، وهي بلدة. القشيب: الجديد. المفأم: الموسع.

يقول: علون من وادي السوبان ثم قطعنه مرة أخرى؛ لأنه اعترض لهن في طريقهن مرتين وهن على كل رحل حيري أو قيني جديد موسع.

١٦-

فَأَقْسَمْتُ بالبَيْتِ الذي طافَ حوْلَهُ ... رِجالٌ بَنَوْهُ من قُرَيشٍ وَجُرْهُمِ

يقول: حلفت بالكعبة التي طاف حولها من بناها من القبيلتين. جرهم: قبيلة قديمة تزوج فيهم إسماعيل، عليه السلام، فغلبوا على الكعبة والحرم بعد وفاته عليه السلام، وضعف أمر أولاده، ثم استولى عليها بعد جرهم خزاعة إلى أن عادت إلى قريش، وقريش اسم لولد النضر بن كنانة.

١٧-

يَمينًا لَنِعْمَ السّيّدانِ وُجِدْتُمَا ... على كلّ حالٍ مِنْ سَحيلٍ وَمُبْرَمِ

السحيل: المفتول على قوة واحدة. المبرم: المفتول على قوتين أو أكثر، ثم يستعار السحيل للضعيف والمبرم للقوي.

يقول: حلفت يمينًا، أي: حلفت حلفًا، نعم السيدان وجدتما على كل حال ضعيفة وحال قوية، لقد وجدتما كاملين مستوفيين لخلال الشرف في حال يحتاج فيها إلى ممارسة الشدائد وحال يفتقر فيها إلى معاناة النوائب، وأراد بالسيدين هرم بن سنان والحارث بن عوف، مدحهما لإتمامهما الصلح بين عبس وذبيان وتحملهما أعباء ديات القتلى.

١٨-

تَدَارَكتُما عَبْسًا وَذُبيان بَعْدَمَا ... تَفَانَوا وَدَقّوا بَينَهم عطرَ مَنشمِ

التدارك: التلافي، أي تداركتما أمرهما. التفاني: التشارك في الفناء. منشم، قيل فيه: إنه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنة من العطر وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الذي تحالفوا على


١ الحيرة: مدينة كانت قريبة من الكوفة تبعد عنها ٣ أميال وكانت سكن الملوك العرب في الجاهلية.

<<  <   >  >>