للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غنائم متفرقة من إبل وصغار معلمة، وخص الصغار؛ لأن الديات تعطي من بنات اللبون١ والحقاق٢ والأجذاع٣، ولم يقل المزنمة وإن كان صفة الإفال حملًا على اللفظ؛ لأن فعالًا من الأبنية التي اشترك فيها الآحاد والجموع، وكل بناء انخرط في هذا السلك ساغ تذكيره حملًا على اللفظ.

٢٥-

ألا أَبْلِغِ الأحْلَافَ عني رِسَالَةً ... وَذُبْيانَ هل أقسَمتمُ كلَّ مُقسَمِ

الأحلاف والحلفاء: الجيران، جمع حليف على أحلاف كما جمع نجيب على أنجاب، وشريف على أشراف، وشهيد على أشهاد، أنشد يعقوب: [الرجز] :

قد أغتدي لفتية أنجاب ... وجهمة الليل إلى ذهاب

أقسم أي: حلف، وتقاسم القوم أي تحالفوا، والقسم الحلف، والجمع الأقسام، وكذلك القسيمة، هل أقسمتم أي قد أقسمتم، ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَان} [الإنسان: ١] أي قد أتى، وأنشد سيبويه: [البسيط] :

سائل فوارس يربوع بشدّتنا ... أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم

أي قد رأونا؛ لأن حرف الاستفهام لا يلحق حرف الاستفهام.

يقول: أبلغ ذبيان وحلفاءها وقل لهم: قد حلفتم على إبرام حبل الصلح كل حلف فتحرجوا من الحنث وتجنبوا.

٢٦-

فَلا تَكْتُمُنّ اللهَ مَا فِي نفوسِكُم ... لِيَخْفى ومَهما يُكتمِ اللهُ يَعْلَمِ

يقول: لا تخفوا من الله ما تضمرون من الغدر ونقض العهد ليخفى على الله، ومهما يكتم من شيء يعلمه الله، يريد أن الله عالم بالخفيات والسرائر ولا يخفى عليه شيء من ضمائر العباد، فلا تضمروا الغدر ونقض العهد فإنكم إن أضمرتموه علمه الله؛ وقوله: يكتم الله، أي يكتم من الله.

٢٧-

يُؤخَّر فيُوضَع فِي كِتَابٍ فَيُدّخَر ... لِيَومِ الْحسابِ أو يُعَجَّلْ فَيُنقَمِ


١ ابن اللبون: ابن الناقة التي تضع غيره فيصير لها لبن.
٢ الحقاق: جمع حق وهو البعير الذي يمكن أن يحمل عليه.
٣ الأجذاع: جمع جذع وهو ابن الناقة في سنته الخامسة.

<<  <   >  >>