للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة وجعلها في عطاء لبيد، فكان عطاؤه ألفين فجعله ألفين وخمسائة، فكتب الأغلب إلى أمير المؤمنين: أتنقص عطائي أن أطعتك؟ فرد عليه خمسمائة وأقر عطاء لبيد على ألفين وخمسمائة. فلمّا كان في زمن معاوية، قال له معاوية: هذا الفودان١ يعني الألفين، فما بال العلاوة؟ يعني الخمسمائة فقال له لبيد: إنما أنا هامة اليوم أو غد، فأعرني اسمها فلعلي لا أقبضها أبدًا، فتبقى لك العلاوة والفودان. فرقّ له وترك عطاءه على حاله فمات لم يقبضه٢.

وأربد بن قبس الذي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- غادرًا هو أخو لبيد لأُمِّه، وكان قدم عليه مع عامر بن الطفيل، فدعا الله عليه، فأصابته بعد منصرفه صاعقة فأحرقته، قال لبيد:

أخشى على أربد الحتوف٣ ولا ... أرهب نوء السّماك والأسد

فَجَّعني الرعد والصواعق بالـ ... ـفارس يوم الكريهة النَّجُد٤


١ الفودان: العدلان، كل منهما فود، وكلّ منهما نصف حمل يكون على أحد جنبي البعير. "ابن منظور، لسان العرب، ج٣، ص ٣٤٠ مادة فود".
٢ أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج١٥، ص ٢٩٧، ٢٩٨. وابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج١، ص٢٨١، ٢٨٢.
٣ الحتوف: الآجال. يقول: كنت أخشى عليه كل سبب من أسباب الموت، ولم أكن أخاف عليه الصاعقة.
٤ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج١، ص ٢٨٣، ٢٨٤.

<<  <   >  >>