للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما سبق إليه فأُخذ منه قوله١:

كعقر الهاجري إذا بناه ... بأشباه حُذِينَ على مثال

أخذه الطِّرِمَّاح فقال:

حرجًا كمِجدل هاجريّ لزَّه ... بذوات طبخ أطيمة لا تَخْمُدُ

قُدِرَتْ على مُثلٍ فهن توائم ... شَتَّى يلائم بينهن القرمد٢

ومن ذلك قوله وذَكَرَ نُوقًا:

لها حَجَلٌ قد قرعت من رءوسه ... لها فوقه مما تحلبُ واشل

أخذ النابغة الجعدي فقال:

لها حجل قرع الرءوس تَحَلَّبَتْ ... على هامة بالصيف حتى تَمَوَّرَا

يعني بالحجل أولادها الصغار٣:

ويستجاد له قوله في النعمان، يصف نظره وشرَّته:

فانتضلنا، وابن سلمى قاعد ... كعتيق الطير يغضي ويجل٤

والهبانيق٥ قيام، معهم ... كل محجوم٦ إذا صُب همل

تخسر٧ الديباج عن أذرعهم ... عند ذي تاج إذا قال فعل

فَتَوَلَّوا فاترًا مشيهم ... كَرَوَايَا٨ الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَل٩


١ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج١، ص٢٨٧.
٢ ابن منظور، لسان العرب، ج٣، ص ٣٥٢ مادة "قرمد".
٣ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج١، ص ٢٨٧، ٢٨٨.
٤ يجل: أصله يجلي، يقال: "جلى ببصره تجلية" إذا رمى به، كما ينظر الصقر إلى الصيد.
٥ الهبانيق: الوصفاء، واحد هبنق وهبنوق.
٦ محجوم: إبريق الخمر شدّ عليه اللثام.
٧ تحسر: يعني الهبانيق يكشفون عن أدرعهم.
٨ الروايا: الإبل التي يُحمل عليها الماء.
٩ انظر: ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج١ ص ٢٨٩، ٢٩٠.

<<  <   >  >>