للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفوس، بمعنى كلّ النفوس فقد أخطأ؛ لأنَّ بعضًا لا يفيد العموم والاستيعاب، وتحرير المعنى: إني لا أترك الأماكن التي أجتويها١, وأقلوها إلا أن أموت.

٥٧-

بَل أَنتِ لا تَدرينَ كَم مِن لَيلَةٍ ... طَلْقٍ لَذيذٍ لَهوُها وَنِدامُها

ليلة طلق وطلقة: ساكنة لا حر فيها ولا وقر٢. الندام: جمع نديم مثل الكرام في جمع كريم، والندام أيضًا المنادمة مثل الجدال والمجادلة، والندام في البيت يحتمل الوجهين. أضرب عن الإخبار للمخاطبة فقال: بل أنت يا نوار لا تعلمين كم من ليلة ساكنة غير مؤذية بحر ولا برد لذيذة اللهو والندماء والمنادمة. وتحرير المعنى: بل أنت تجهلين كثرة الليالي التي طابت لي واستلذذت لهوي وندماني فيها أو منادمتي الكرام فيها.

٥٨-

قَد بِتُّ سامِرَها وَغايَةِ تاجِرٍ ... وافَيتُ إِذ رُفِعَت وَعَزَّ مُدامُها

الغاية: راية ينصبها الخمّار ليعرف مكانه، وأراد بالتاجر الخمار. وافيت المكان: أتيته. المدام والمدامة: الخمر، سميت بها لأنَّها قد أديمت في دَنّها.

يقول: قد بت محدث تلك الليلة، أي كنت سامرًا ندمائي ومحدثهم فيها، ورب راية خَمّار أتيتها حين رفعت ونصبت وغلت خمرها وقل وجودها، يتمدح بكونه لسان أصحابه وبكونه جوادًا لاشترائه الخمر غالية لندمائه.

٥٩-

أُغلي السِّباءَ بِكُلِّ أَدكَنَ عاتِقٍ ... أَو جَونَةٍ قُدِحَت وَفُضَّ خِتامُها

سبأت الخمر أسبؤها سبأ وسباء: اشتريتها. أغليت الشيء: اشتريته غاليًا وصيرته غاليًا ووجدته غاليًا. الأدكن: الذي فيه دكنة كالخز الأدكن، أراد بكل زقّ أدكن. الجونة: السوداء، أراد أو خابية سوداء قدحت. القدح: الغرف. الفض: الكسر. الخاتَم والخاتِم والخاتام والخيتام والختام واحد.

يقول: أشتري الخمر غالية السعر باشتراء كل زقّ أدكن أو خابية سوداء قد فض ختامها واغترف منها، وتحرير المعنى: أشتري الخمر للندماء عند غلاء السعر وأشتري


١ أجتويها: أبغضها.
٢ القرّ: البرد.

<<  <   >  >>