للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القاضي أبو سعيد السيرافي: البعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة، والسقب١ بمنزلة الصبي، والحائل بمنزلة الصبية، والحوار٢ بمنزلة الولد، والبكر بمنزلة الفتى، والقلوص٣ بمنزلة الجارية. الوجد: الحزن، والفعل وجد يجد. الترجيع: ترديد الصوت.

الحنين: صوت المتوجع.

يقول: فما حزنت حزنًا مثل حزني ناقة أضلت ولدها فرددت صوتها مع توجعها في طلبها، يريد أن حزن الناقة دون حزنه فراق حبيبته.

٢٠-

وَلا شَمْطاءُ لَم يَترُك شَقاها ... لَها مِن تِسعَةٍ إَلَّا جَنينًا

الشمط: بياض الشعر. الجنين: المستور في القبر هنا.

يقول: ولا حزنت كحزني عجوز لم يترك شقاء جَدّها لها من تسعة بنين إلا مدفونًا في قبره، أي ماتوا كلهم ودفنوا، يريد أن حزن العجوز التي فقدت تسعة بنين دون حزنه عند فراق عشيقته.

٢١-

تَذَكَّرْتُ الصِّبا وَاِشتَقتُ لَمّا ... رَأَيتُ حُمولَها أُصُلًا حُدينا

الحمول: جمع حامل، يريد إبلها.

يقول: تذكرت العشق والهوى واشتقت إلى العشيقة لما رأيت حمول إبلها سيقت عشيًّا.

٢٢-

فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت ... كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا

أعرضت: ظهرت، وعرضت الشيء أظهرته، ومنه قوله عز وجل: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: ١٠٠] وهذا من النوادر، عرضت الشيء فأعرض، ومثله كببته فأكب، ولا ثالث لهما فيما سمعنا. اشمخرت: ارتفعت. أصلت السيف: سللته.


١ السقب: ولد الناقة الذكر ساعة يولد.
٢ الجوار: ولد الناقة من وقت ولادته إلى أن يفطم.
٣ القلوص: من الإبل هي الفتية المجتمعة الخلق وذلك من حين تركب إلى السابعة من عمرها.

<<  <   >  >>