للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: وأنزلنا بيوتنا بمكان يعرف بذي طلوح إلى الشامات ننفي من هذه الأماكن أعداءنا الذين كانوا يوعدوننا.

٢٩-

وَقَد هَرَّت كِلابُ الْحَيِّ مِنّا ... وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا

القتاد: شجر ذو شوك، والواحدة منها قتادة. التشذيب: نفي الشوك والأغصان الزائدة والليف عن الشجر. يلينا، أي: يقرب منا.

يقول: وقد لبسنا الأسلحة حتى أنكرتنا الكلاب وهرّت١ لإنكارها إيانا، وقد كسرنا شوكة من يقرب منا من أعدائنا، استعار لفَلِّ٢ الغرب وكسر الشوكة تشذيب القتادة.

٣٠-

مَتى نَنقُل إِلى قَومٍ رَحَانا ... يَكُونوا في اللِّقاءِ لَها طَحينا

أراد بالرحى: رحى الحرب وهي معظمها.

يقول: متى حاربنا قومًا قتلناهم، لما استعار للحرب اسم الرحى استعار لقتلاها اسم الطحين.

٣١-

يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِيِّ نَجْدٍ ... وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِينَا

الثِّفال: خرقة أو جلدة تبسط تحت الرحى ليقع عليها الدقيق. اللُّهوة القبضة من الحب تلقى في فم الرحى، وقد ألهيت الرحى ألقيت فيها لُهْوَة.

يقول: تكون معركتنا الجانب الشرقي في نجد، وتكون قبضتنا قضاعة أجمعين، فاستعار للمعركة اسم الثفال وللقتلى اسم اللهوة ليشاكل الرحى والطحين.

٣٢-

نَزَلْتُم مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا ... فأعْجَلْنا القِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا

يقول: نزلتم منزلة الأضياف فجعلنا قِراكم كراهية أن تشتمونا ولكي لا تشتمونا، والمعنى: تعرضتم لمعاداتنا كما يتعرض الضيف للقِرى فقتلناكم عجالًا كما يحمد تعجيل قِرى الضيف، ثم قال تهكمًا بهم واستهزاء: أن تشتمونا، أي قريناكم على عجلة كراهية شتمكم إيانا إن أخّرنا قراكم.


١ هرّت الكلاب: صاتت دون نباح.
٢ فلّ غرب السيف: ثَلَمَ حدّه.

<<  <   >  >>