الثقاف: الحديدة التي يقوم بها الرمح، وقد ثقفته: قومته. العشوزنة: الصلبة الشديدة. الزبون: الدّفوع، وأصله من قولهم: زبنت الناقة حالبها، إذا ضربته بثفنات رجليها أي بركبتيها ومنه الزبانية لزبنهم أهل النار، أي لدفعهم.
يقول: إذا أخذها الثّقاف لتقويمها نفرت من التقويم، وولت الثقاف قناة صلبة شديدة دفوعًا، جعل القناة التي لا يتهيأ تقويمها مثلًا لعزتهم التي لا تضعضع، وجعل قهرها من تعرض لهدمها كنفار القناة من التقويم والاعتدال.
٥٩-
عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ ... تَشُجُّ قَفَا الْمُثَقِّفِ وَالْجَبينا
أرنت: صوتت، والإرنان، هنا لازم وقد يكون متعديًا ثم بالغ في وصف القناة بأنها تصوت إذا أريد تثقيفها، ولم تطاوع الغامز بل تشج قفاه وجبينه، كذلك عزّتهم لا تضعضع لمن رامها بل تهلكه وتقهره.
٦٠-
فَهَلْ حُدّثْتَ فِي جُشَمِ بنِ بَكْرٍ ... بِنَقْصٍ فِي خُطُوبِ الأَوَّلِينَا
يقول: هل أخبرت بنقص كان من هؤلاء في أمور القرون الماضية أو بنقض عهد سلف.
٦١-
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَة بنِ سَيْفٍ ... أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ الْمَجْدِ دِينا
الدين: القهر، ومنه قوله عز وجل: {فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِين} [الواقعة: ٨٦] أي غير مقهورين.
يقول: ورثنا مجد هذا الرجل الشريف من أسلافنا، وقد جعل لنا حصون المجد مباحة قهرًا وعنوة، أي غلب أقرانه على المجد ثم أورثنا مجده ذلك.
٦٢-
وَرِثْتُ مُهَلْهِلًا وَالْخَيْرَ مِنْهُ ... زهيرًا نِعْمَ ذُخْرِ الذَّاخِرِينَا
يقول: ورثت مجد مهلهل، ومجد الرجل الذي هو خير منه وهو زهير فنعم ذخر الذاخرين هو، أي مجده وشرفه للافتخار به.
٦٣-
وَعَتّابًا وَكُلْثُومًا جَميعًا ... بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِينَا
يقول: ورثنا مَجْدَ عتاب وكلثوم وبهم بلغنا ميراث الأكارم أي حزنا مآثرهم ومفاخرهم فشرفنا بها وكرمنا.