العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده، وقد ظلت عبودية عنترة هذه فترة من الزمن؛ لأن أباه حرره بعد الكبر. ولهذه الحرية قصة يذكرها الباحثون مفادها أن أمّه الحبشية أتت به إلى والده فقال لأولاده:"إن هذا الغلام ولدي"، قالوا: كذبت أنت شيخ وقد خرفت تدعي أولاد الناس. فلما شبّ قالوا له: اذهب فارعَ الإبل والغنم. فانطلق يرعى وباع منها واشترى سيفًا ورمْحًا وترسًا ودرعًا ودفنها في الرمل. ولئن كان هذا الخبر أقرب إلى الأسطورة منه إلى الواقع فإنه يؤكد حرص عنترة على تعلم الفروسية وفنون القتال منذ صغره، وهو الذي كان يشعر، بدافع من لونه، أن أفعاله وبطولته وشجاعته أمور لا ترتبط بالنشأة قدر ارتباطها بالنفس وسموها.