التوحيد ثلاثة أنواع، فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث: وهو توحيد الأفعال وهو أن خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها، ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب، وأن هذا هو معنى قولنا: لا إله إلا الله، حتى قد يجعلون معنى الإلهية القدرة على الاختراع.
ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم محمَّد صلى الله عليه وسلم أولاً ـ لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرّون بأن الله خالق كل شيء، حتى إنهم كانوا مقرين بالقدر أيضاً، وهم مع هذا مشركون".
معاني الكلمات:
التوحيد: هو إفراد الله ذاتاً وصفة وفعلاً، وأنه مستحق وحده للعبادة والمقصود به هنا إفراد الله بالعبادة.
العبادات: هي الذل والخضوع لله سبحانه، وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهي متضمنة كمال الذل والمحبة لله، ويترتب على ذلك كمال الطاعة لله وطاعة رسوله.
الشرع: هو الإيمان بأنه تعالى شرع الشرائع وخلق الخلق لعبادته.
القدر: تقدير الله لما كان وما يكون أزلاً وأبداً وأنه كتبه في اللوح المحفوظ وأوجده على حسب علمه السابق.
عناصر الموضوع:
١ـ موضوع الأصل الثاني:
موضوع الأصل الثاني هما أصلان عظيمان يجب الإيمان بهما:
• الأصل الأول: الإيمان بشرع الله، وأنه تعالى شرع الشرائع وأرسل الرسل وخلق الخلق لعبادته. (ويسمى توحيد الألوهية وهذا توحيد العبادة) .
• الأصل الثاني: الإيمان بأن الله خالق كل شيء، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهذا هو القدر.