تقدم أن موضوع الرسالة التدمرية هو الكلام في أصلين عظيمين:
الأول: التوحيد والصفات.
والثاني: الشرع والقدر.
فبيَّن المؤلف في الأصل الأول ما يجب على العباد أن يعتقدوه في الله نفياً وإثباتاً، ورد على المخالفين في ذلك من المعطلة والممثلة، فناسب أن يبين في الأصل الثاني ما يجب على العباد من حق الله الذي من أجله خلق الثقلين الإنس والجن وأرسل الرسل وأنزل الكتب.
٣ـ عَلاَمَ يدور عليه الأصل الثاني؟:
مدار الأصل الثاني على مسألتلا:
١ـ الإيمان بربوبية الله تعالى الشاملة، وأنه خالق كل شيء، وأن ما شاء كان وما لم يشأ يكن.
٢ـ الإيمان بأنه خلق الخلق لعبادته.
٤ـ على من يرد شيخ الإسلام بالأصل الثاني؟:
يرد شيخ الإسلام بهذا الأصل على طائفتين:
أـ المنحرفون في الشرع وهم المتكلمون والمتصوفة.
ب ـ المنحرفون في القدر من القدرية والجبرية والصوفية.
٥ـ الإيمان بالقدر والشرع من تمام الإيمان بالله:
إن من تمام الإيمان بربوبية الله الإيمان بأن الله خالق كل شيء وأنه ربه ومليكه وأنه ما شاء كان ومالم يشأ يكن، وأنه المتصرف في خلقه، وكذا الإيمان بأنه المستحق وحده للعبادة وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، وهو الإسلام: وهو الاستسلام لله بالطاعة وإفراده بالعبادة والخلوص من الشرك، قال تعالى عن نوح:{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس: ٧٢] ، وقال عن يعقوب:{فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[البقرة:١٣٢] .