٢ـ من السنة قوله عليه السلام:"إن الله قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء". أخرجه مسلم (٤/٢٠٤٤) . فكتابته تستلزم العلم.
وقد جمع بعضهم هذه المراتب بقوله:
علم كتابة مولانا مشيئته
وخلقه هو إيجاد وتكوي
• ثانياً ـ الواجب في القدر عملاً:
الواجب في القدر عملاً يتضمن ما يلي:
١) الاستعانة بالله، والتوكل عليه والاعتماد عليه.
٢) الصبر على المقدور، فلا يكثر الأسى على المقدور، ولا يجزع مما يصيبه، ولا يحزن على ما يفوته، بل هو يصبر على أقدار الله الموجعة.
٩ـ مراتب الناس في تحقيق مقامي الشرع والقدر:
الناس في تحقيق مقامي الشرع والقدر على أربعة أقسام:
أـ من حقق مقامي الشرع والقدر هم المؤمنون المتقون الذين كان عندهم من عبادة الله تعالى والاستعانة به ما يصلح به أحوالهم، فكانوا لله وبالله وفي الله، وهؤلاء أهل القسط والعدل الذين شهدوا مقام الربوبية والألوهية وهم أعلى الأقسام، فإم هذا مقام الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ب ـ من فاتهم التحقق في أصل القدر، فكان عندهم من عبادة الله والاستقامة في شرعه ما عندهم، لكن ليس عندهم قوة في الاستعانة بالله والصبر على أحكامه الكونية والشرعية، فيصيبهم عند العمل من العجز والكسل ما يمنعهم من العمل أو إكماله ويلحقهم بعد العمل من العجب والفخر ما قد يكون سبباً لحبوط عملهم وخذلانهم، وهؤلاء أضعف مما سبقهم، وأدنى مقاماً، وأقل عدلاً؛ لأن شهودهم مقام الألوهية غالب على شهود مقام الربوبية.