وجاء في السنة أنَّ الساعة تقوم يوم الجمعة، أمَّا من أيِّ سنة وفي أيِّ شهر من السنة وفي أيِّ جمعة من الشهر فلا يعلم ذلك إلاَّ الله، ففي صحيح مسلم (٨٥٤) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدخلَ الجنَّة، وفيه أُخرجَ منها، ولا تقوم الساعةُ إلاَّ في يوم الجمعة".
ورواه أبو داود (١٠٤٦) والنسائي (١٤٣٠) بلفظ: "خيرُ يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابَّة إلاَّ وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس؛ شفقاً من الساعة إلاَّ الجنّ والإنس" الحديث، وهو حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وهذه الزيادة في آخره تدلُّ على أنَّ الساعةَ تقوم في أوَّل النهار قبل طلوع الشمس.
الثانية: تُطلق الساعة ويُرادُ بها الموت عند النفخ في الصور، كما قال صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم الساعة إلاَّ على شرار الناس" رواه مسلم (٢٩٤٩) ، وكلُّ مَن مات قبل ذلك فقد جاءت ساعته وقامت قيامته، وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، وتُطلق ويُراد بها البعث، كما قال الله عزَّ وجلَّ في آل فرعون:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ، وقال:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} ، وهم إنَّما أنكروا البعث كما