الثالثة: قوله: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" معناه أنَّ الخلق لا يعلمون متى تقوم، وأنَّ أيَّ سائل أو أي مسئول سواء في عدم العلم بها، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/١٣٥) : "يعني أنَّ علمَ الخلق كلِّهم في وقت الساعة سواء، وهذا إشارة إلى أنَّ الله استأثر تعالى بعلمها".
الرابعة: تعدَّدت الأسئلة للرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُجيب مَن سأله ببيان بعض أماراتها، أو يُلفت نظر السائل إلى ما هو أهم من سؤاله.
ومِن الأول حديث أبي هريرة في صحيح البخاري (٥٩) أنَّ أعرابيًّا سأل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقال: متى الساعة فقال: "فإذا ضُيِّعت الأمانةُ فانتظر الساعة" الحديث.
وأمَّا الثاني، ففي صحيح البخاري (٣٦٨٨) ومسلم (٢٦٣٩) عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ رجلاً سأل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة قال: وماذا أعددتَ لها؟ قال: لا شيء، إلاَّ أنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَه صلى الله عليه وسلم، فقال: أنتَ مع مَن أحببتَ".
الخامسة: قوله: "فأخبرني عن أماراتها ... " إلخ، أماراتها: علاماتها، وعلامات الساعة تنقسمُ إلى قسمين: علامات قريبة من قيامها، كخروج الشمس من مغربها، وخروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من السماء، وغيرها.