للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في السنة من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

والقسم الأول هو مدلول كلمة لا إله إلا الله مطابقة١ وإن كانت قد دلت على القسمين الأولين بطريق التضمّن٢.

"والعبادة" مشتقة من التعبد وهو التذلل والخضوع. يقال: طريق مُعَّبد؛ أي: مذلل قد وطئته الأقدام. وسميت وظائف الشرع على المكلَّفين عبادات لأنهم يفعلونها خاضعين ذليلين.

وفي الشرع لها تعاريف عند العلماء. أحدها ما عرَّفها به شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

ومنها ما عرفه الفقهاء بقولهم: العبادة ما أُمر به شرعاً من غير


١ دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على تمام ما وُضع له؛ كدلالة لفظ البيت على معنى البيت (السقف والجدران) . ودلالة التضمن كون الجزء في ضمن المعنى الموضوع له؛ كدلالة لفظ البيت على (السقف) لأن لفظ البيت عبارة عن السقف والجدران. ودلالة الالتزام كون الخارج لازماً للمعنى الموضوع له؛ كدلالة لفظ السقف (على الحائط) لأن السقف غير موضوع للحائط حتى يكون مطابقاً له، ولا يتضمن إذ ليس الحائط جزءاً من السقف كما كان السقف جزءاً من نفس البيت وكما كان الحائط جزءاً من نفسه أيضاً؛ ولكنه كالرفيق الملازم الخارج من ذات السقف الذي لا ينفك السقف عنه. (اهـ. روضة الناظر وشرحها، ص ٥٠، ٥١) .
٢ فدلالتها على القسمين باعتبار كونه المستحق أن يُعَبد هو بما اتصف به من صفات الكمال ن الربوببة وسائر الصفات العليا.

<<  <   >  >>