للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إخلاص العبادة لله وحده، كما قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} ١) قيل: المراد بالمساجد أعضاء السجود، وقيل: المراد بها المبنية للصلوات. والكل حق؛ فالمساجد بُنِيت ليوحَّد اللهُ فيها ولا يُعبَد فيها سواه، والأعضاء خلقت ليُعبد بها ولا يعبد بها سواه {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} هذا عمومٌ داخلٌ فيه جميع المخاطبين من الأنبياء وسائر المكلَّفين. و (أحداً) نكرة؛ لا حجر ولا شجر، ولا نبي ولا ولي.

(وكما قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} ) فهو الحق، ودعوته وحده هي الحق، وهو المستجيب لداعيه كما قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .

( {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} ٢) وهذه من صيغ العموم؛ تشمل الأنبياء والأولياء والصالحين. (شيء) نكرة؛ فشملت أي نوع وجنس؛ فعمَّت المدعو وعمت المطلوب؛ فأي مدعو لا يستجيب من أي شيء كان، وأي مطلوب لا يحصل من أي شيء كان، فما سواه باطل ودعوتهم باطلة؛ فإنهم ما بين ميت وغائب وحاضر لا يقدر قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ


١ سورة الجن، الآية: ١٨.
٢ سورة الرعد، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>