للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل، ومفصّل.

أما المجمل: فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} .

ــ

حقيقة دين المرسلين عند ورود الشبهة، ويعلم من هو أولى بدين المرسلين من دين المشركين، وبيَّن أن مشركي زمانه هم أتباع دين المشركين١.

(فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين) طريق (مجمل) وطريق (ومفصل) .

(أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها) وفهمها وعرفها، أما من كانت تجري على لسانه فقط فإن هذا الجواب لا يكون له حجة. وإنما قال ذلك في المجمل لأنه في الحقيقة يصلح جواباً لكل شبهة (وذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ) الآيات المحكمات تعبَّد الله الخلقَ بالعلم بها، والعمل بها والإيمان بها. هذا هو حكم المحكم:

الأول: الإيمان به أنه من عند الله.

الثاني: معرفة معانيه.

الثالث: العمل به.

{هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أُمَّ الشيء أصله والذي يرجع إليه عند الاشتباه


١ وتقدم ذكر هذه المقدمة أول الكتاب وبيان موضوعه أيضاً.

<<  <   >  >>