للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه كما قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} .

ــ

كلام الله عز وجل) يعني فأعرف أن هذه الآية ونظائرها لا تنافي هذه النصوص وما معي من النصوص محكم فلا أترك المحكمَ البيِّنَ الدلالةَ للمتشابه.

فالأدلة التي معي لا يناقضها شيء هي من المحكمات، وما زعمه أنه يخالفها من المتشابه فلا يخالفها أبداً، ولو ادَّعى هو أن كلام الله يتناقض لكان كفراً آخر، وكذلك لو ادعى أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يخالف كلام الله لكان كفراً آخر سوى ما كان عليه من الكفر.

(وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه إلا من وفَّقه الله تعالى فلا تستهن به) هذا ثناء من المؤلف على هذا الجواب المجمل وأنه أصل أصيل في دفع شبه المشبّه.

(فإنه) نظير الخصلة التي هي الدفع بالتي أحسن (كما قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} ١ِ) ، فكذلك هذا الجواب بهذه الصفة العظيمة فإنك إذا وفقت للجواب بهذا فقد وفقت لأمر عظيم.

فصار هذا الجواب عن هذه الشبه جواباً مركَّباً ٢ِ من ثلاثة أمور:


١ سورة فصلت، الآية: ٣٥.
٢ والجواب المركب هو الذي لا يكفي كل فرد منه جواباً، فلا يكفي مثلاً في كشف هذه الشبه أن تقول: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} الآية، بل حتى تركب من الثلاثة. والمفرد هو الجواب الواحد الكافي. فصارت الشبهة كالداء الذي يحتاج إلى دواء؛ فتارةً يداوى بالعسل وحده ويكفي، وتارة لا يكفي العسل وحده بل يداوي بالعسل والثفاء جميعاً (تقرير أيضاً) .

<<  <   >  >>