للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الأصنام ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} الآية، ويدعون عيسى ابن مريم وأمه وقد قال تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .

ــ

لهم من الباطل.

(فجاوبه بما تقدم) وهو أن المشركين الأولين مقرون بالربوبية؛ أن الله تعالى الخالق وحده لا شريك له الرازق وإنما كانوا مشركين باتخاذهم الوسائط ... إلخ. لكنهم ما أعطوا الربوبية حقها فإن توحيد الألوهية هو نتيجة توحيد الربوبية كما تقدم (فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة) والمشبِّه مقر بذلك (ولكن أراد) المشبه (أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر) وهو أن المشركين يعبدون أصناماً وهو لا يعبد صنماً.

(فاذكر له أن الكفار منهم من يعبد الأصنام) والأوثان كما ذكر الله عنهم {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} ١، {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} ٢، {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ


١ سورة الشعراء، الآية: ٧١.
٢ سورة العنكبوت، الآية: ١٧.

<<  <   >  >>