قال: قال الثوري: " أدخلت على أبي جعفر المنصور – بمنى – فقلت له: اتق الله فإنما أنزلت هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار وأبنائهم يموتون جوعا، حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا، وكان ينزل تحت الشجر فقال لي: فإنما تريد أن أكون مثلك؟ قال: قلت: لا تكن مثلي ولكن دون ما أنت فيه وفوق ما أنا فيه، فقال لي: أخرج ".
وفي "الحلية "عن محمد بن مسعود عن سفيان الثوري قال: " ادخلت على المهدي بمنى، فلما سلمت عليه بالإمرة قال لي: أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا فالحمد الله الذي جاء بك فارفع إلينا حاجتك، فقلت: قد ملأت الأرض ظلما وجورا فاتق الله، وليكن منك في ذلك عبرة، قال: فطأطا رأسه ثم رفعه وقال: أرأيت إن لم أستطع رفعه، قلت: تخليه وغيرك، قال: فطأطا رأسه ثم قال: ارفع إلينا