للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والراء، ذلك لعدم النطق بهذه الحروف نطقًا سليمًا أو إبدالها بغيرها.

واللثغة التي تعرض للقاف: فإن صاحبها يجعل القاف طاءً أو همزة أو جيمًا فإذا أراد أن يقول: قلت له، قال: طلت له، أو ألت أو جلت له أو دلت.

واللثغة التي تعرض للسين ينطقها صاحبها ثاء أو تاء، فإذا أراد أن يقول: رجل سمين، أي غليظ قال: رجل ثمين فتغير المعنى، أو ينطق كلمة السم فيقول: الثم، بل يصل ذلك إلى نطق ما هو متعارف عليه من: بسم الله فيحرفها باللثغة فيقول خطأً: بثم الله.

واللثغة التي تقع في اللام فيحكي لنا الجاحظ أمثلة منها يقول: فإن من يجعل اللام ياء فيقول بدل قوله: اعتللت اعتييت، وبدل جمل: جمى، وآخرون يجعلون اللام كافًا كالذي يقول ما العلة قال ما اكعكة في هذا؟

واللثغة التي تقع في الراء فإن عددها يضعف على لثغة اللام، ويظهر العيب فيها واضحًا، يشعر به السامع والمتحدث؛ وذلك لأن اللثغة في الراء لا يستطيع النطق بها ولكن ينطق بدلا منها إما الغين أو الذال أو الياء، والغين أقل الثلاثة قبحًا.

ويقال: إن من المتكلمين من كانت عنده هذه اللثغة ومن هؤلاء محمد بن شبيب المتكلم بالغين، ولكن استطاع أن يحمل على نفسه وقوم لسانه حتى تمكن من إخراج الراء من مخرجها.

وكان واصل بن عطاء قبيح اللثغة وشينعها فلم يستطيع أن يتغلب عليها، فأخذ يتجنب الراء من كلامه.

<<  <   >  >>