للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى اتباع العين الفاء فيقولون: هذا رديء مع كفؤ، وبعضهم يبدلها مع نقل حركتها بما يجانسها فيقول: هذا ردو مع كفي، وبعضهم يبدلها بعد الإتباع فيقول: هذا ردي مع كفو.

وقد يبدلون من الهمزة حرف لين مجانسا كحركتها، ساكنا كان ما قبلها، أو متحركا فيقولون: هذا الكلو، والخبو والردو والكفو، وردتُّ بالكلي والخبي والردي والكفي، أهل الحجاز يقولون: الكلا، في الأحوال الثلاثة؛ لأن الهمزة أسكنها الوقف وما قبلها مفتوح فصارت كـ: رأس، وعلى هذا يقولون في أكمؤ: أكمو؛ لأنه كـ: جونة، وفي ممتلئ، ممتلي؛ لأنه كـ: ذيب١.

وأحوال الوقف هذه ذكرناها لكي يتخير منها القارئ ما يتناسب له من الوقف المتجانس الذي يُشْعِر بعلم القارئ، أو الذي يلقي حديثا، فإن اللغة العربية لغة موسيقية طَيِّعة تضع لكل موقف ما يناسبه، فالاختيار بين الوقف لا يكون من جانب المصادفة، ولكن يكون من جانب ما يلائم الحال، ويتفق مع المقال، ويدل على سعة وخبرة في اللغة.

الوقف على تاء التأنيث:

إذا وقفت على ما فيه تاء التأنيث، فإن كانت ساكنة لم تتغير نحو: قامت أو قعدت، وإن كانت متحركة، فإما أن تكون الكلمة جمعا بالألف والتاء أولا، فإن لم تكن، فالأفصح الوقوف بإبدالها هاء فنقول: هذه رحمة، هذه شجرة، ووقف بعض القراء بالتاء٢، في قوله تعالى:


١ شرح الكافية، ج: ٤، ص: ١٩٩٣، ١٩٩٤.
٢ وقف عليها بالتاء: نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، ووقف عليها بالهاء: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. راجع الإقناع، ج: ١، ص: ٥١٦، ٥١٧. والنشر، ج: ٢، ص: ١٢٩، وإيضاح الوقف والابتداء، ج: ١،
ص: ٣٠١.

<<  <   >  >>