للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين} . وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّوم} قد وقف فيها أيضًا بالتاء، وسمع بعضهم يقول: يا أهل سورة البقرة بالتاء، وقد وقف الشاعر بالتاء على أمة في قوله: وكادت الحرة أن تُدعَى أمة، بالتاء المفتوحة.

وإن كانت جمعًا بالألف والتاء فالأفصح الوقوف بالتاء وبعضهم يقف بالهاء، وسمع من بعضهم: كيف بالأخوة بالهاء، والأخوات بالتاء، وكذلك على مسلمات بالهاء والتاء، ولذا نجد النحاة يذكرون في الوقف على تاء التأنيث بقولهم: وقد يعكس فيهن١.

كما ذكروا أن ليس لهاء التأنيث نصيب من إشمام ولا روم ولا تضعيف؛ فلذلك قُدِّم استثناؤها حين قصد التكلم على الوقف، وذلك لما لها من أحكام في الوقف ينبغي الرجوع إليها٢.

زيادة هاء السكت:

مما عني به علماء الوقف زيادة هاء السكت، وهي تزاد في عدة مواضع:

١- وأكثر ما تزاد بعد ياء المتكلم، نحو قوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} بدلا من كتابي. وكذلك: {مَالِيَهْ} {سُلْطَانِيَهْ} .

٢- وكذلك بعد الفعل المحذوف الآخر جزمًا ووقفًا نحو قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّه} من قوله تعالى: {فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّه} لم يتسن، وقوله تعالى: {فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِه} اقتد. فقد زيدت هاء التأنيث السكت ذلك حتى يأخذ الحرف الأخير حقه في النطق.

٣- بعد ما الاستفهامية المجرورة الموضع، كما في قوله الراجز:


١ النشر، ج: ٢، ص: ١٢٩، ١٣٠. وشرح قطر الندى، ص: ٢٢٣، ٢٢٤.
٢ راجع: شرح الكافية الشافية، ج: ٤، ص: ١٩٨٧- ١٩٩٦. وشرح ابن عقيل، ج: ٤، ص: ١٧٦.

<<  <   >  >>