نجاح فن الإلقاء يتوقف على نوع إدراك المتلقي لما يقال له، ويمكن للإنسان أن يدرك الكلمة المنطوقة في كثير من الظروف المتغيرة ولكن تتفاوت نسبة هذا الإدراك لعوامل عديدة فيكون الإدراك قويًّا في الجو الذي يتميز بالهدواء، ويكون المتكلم سليم النطق واضح العبارة، فمثلا إذا زاد الصخب في مكان يستمع فيه الإنسان قل إدراكه، أو كان المتكلم لا يحسن النطق مضطرب العبارات، كل ذلك يؤثر في عملية الإدراك ويتفاوت الناس في مثل هذه الأمور كما يتفاوتون في إدراكهم للكلمة المنطوقة فمنهم من يجيد الفهم ومنهم من يعجز عن الفهم، ومنهم من يتأثر بذلك، ومنهم من لا يتأثر تأثرًا يذكر.
هناك ارتباط وثيق بين الإلقاء أو طريقة استقبال الحواس له، تلك الحواس التي تستطيع التمييز بين إلقاء وآخر، فالمادة المراد إلقاؤها واحدة، ولكن تختلف من شخص إلى آخر، ومن نبرات صوت إلى صوت آخر ومن لغة إلى أخرى، وفي ظروف محيطة لا ننكرها قد تسمح بظهور مستوى للكلمة يختلف عن ظروف أخرى قد لا تسمح