هو الصفة الخاصة التي تميز صوتًا من صوت وإن اتحدا في الدرجة والشدة، وهكذا نستطيع أن نميز الصوت الخارج من الآلات الموسيقية رغم احتمال اتحادهما في الدرجة والشدة، وتلك هي الصفة التي تميز صوتا إنسانيا من صوت آخر، وكثير من الناس يستطيعون التمييز بين أصوات أصدقائهم في الهاتف بمجرد نطقهم ببعض كلمات.
ولذا يمكن استخدام صوتين من نوعين مختلفين لإلقاء حديث واحد، ويراعى أن يكونا مختلفين في الشدة والنبرة، وشدة الصوت الإنساني تتوقف إلى حد كبير على سعة الرئتين، ونسبة ضغط الهواء المندفع منهما، كماتتوقف أيضا على تلك الفراغات الرنانة أو ما يسمى بحجرات الرنين، التي يمر خلالها الهواء بعد الحنجرة، مثل: فراغ الحلق، وفراغ الفم، والفراغ الأنفي، وكلها تستغل في تضخيم الصوت، ومنحه صفته الخاصة به، والتي تميزه عن غيره من الأصوات، فهي أشبه بتلك الصناديق المجوفة التي تشد عليها أوتار العود، وأصوات الحنجرة وحدها ضعيفة، ولكنها تقوي بمرورها في تلك الفراغات الرنانة، واختلاف حجم هذه الفراغات بين الناس يجعل أصواتهم المختلفة متميزة، رغم أن تلك الفراغات لا تكاد تؤثر في درجات أصواتهم فقد تكون متحدة الدرجات أي أن: عدد الذبذبات في الحنجرة واحدة، ولكن مرور تلك الذبذبات خلال الفراغات يكسبها لونا خاصا بها يساعدنا على تمييز أصوات الأصدقاء من غيرها.