الصوت، فالكائن العضوي الذي ينطق بالكلمات يتأثر بما يعتمل في صدر المتحدث من إحساس داخلي ويستطيع الإنسان أن يدرك الارتباط الوثيق بين التعبير الصادق وبين غيره من الكلمات المشوبة بالافتعال، وعدم صدق الإحساس، فالكلام المعبر ينبع عن امتلاء داخلي بالشعور، أما تلوين الكلام ظاهريا دون سند من تدفق داخلي؛ فيؤدي إلى التكلف والسطحية، والتذوق الفني عند العرب كان معينا بإلقاء الكلام وبالإحساس بما فيه.
العوامل التي تؤثر في ذلك:
١- السيطرة على الهواء المندفع من الرئتين وتحديد نسبة ما يندفع منهما من التنفس وتنظيم هذا حسب الإرادة.
٢-مرونة عضلات الحنجرة، فعلى قدر هذه المرونة تتوقف درجة الصوت، فكلما ازدادت مرونته كثرت الذبذبات وازداد الصوت حدة.
٣- طول الوترين الصوتيين يؤثر في درجة الصوت تأثيرا عكسيا، بمعنى أنه كلما طال الوتران الصوتيان قلت الذبذبات وترتب على قلتها عمق الصوت، حتى يصل في بعض الحالات إلى ما يسميه الموسيقيون بالقرار.
٤- ولكن نسبة شدة الوترين تؤثر تأثيرا مطردا في درجة الصوت، فالصوت المنبعث من ذبذبة وترين مشدودين شدا محكما يكون صوتا حادا، كصوت المغنيات، في حين أن غلظ الوترين في الرجال يقلل من نسبة هذا التوتر، مما يجعل درجة الصوت عند الرجال عميقة؛ لأن عدد الذبذبات أقل.
وهكذا يمكن للإنسان أن يشكل في صوته وفي نغمته وفي نبرته وفي شدته وفي انخفاضه، إلى غير ذلك من الألوان التي تعينه على