للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التشريح لم يلحظوا أي فرق مادي بين حناجر النوع الإنساني، فحنجرة الإنسان ذي الصوت الذي يسحر الألباب، لا تكاد تختلف عن حنجرة العامل العادي من الناحية التشريحية، فليس في حنجرة المطرب أي عنصر مادي تمتاز به على حنجرة غيره من الناس، وإنما الفرق في الموهبة التي تظهر في التحكم والتشكيل والتلوين في الصوت وفي التنفس، فهو أقدر من غيره على تنظيم تنفسه والسيطرة على الهواء المندفع من الرئتين والقدرة على تكييفه وإخضاعه لنظام خاص في جريانه من الرئتين حتى يصدر من الفم أو الأنف، وإخضاعه لإرادتهم كما يفعل المغنون، فالمغني والمتحدث الجيد يستطيع بعد شيء من المران أن يملك زمام تنفسه وأن يحدد عدد ذبذبات الوترين الصوتيين كما يشاء، وكذلك ينوع في درجات صوته كما يوحي إليه فنه، ومن تلك الدرجات الصوتية المتباينة يكون مجموعة منسجمة من الأصوات هي التي تكون أصلح للأداء الجيد.

وإلى جانب التلوين الإنساني لصوته هناك ألوان أخرى يمكن أن يلون بها الإنسان صوته عبر وسائل الاتصال الحديثة.

ففي الإذاعة استطاع الإنسان أن يستخدم صدى الصوت Echo من التلوين، فهناك أجهزة التسجيل التي لها القدرة أن تغطي هذه النغمة المميزة، كما أنها قادرة على أن تعطي الصوت علوا وانخفاضا، هذا إلى جانب المؤثرات الصوتية على اختلاف أنواعها تعطي لونا يقترب بفن الإلقاء إلى الجو الطبيعي، مثل: استخدام أصوات الطيور والحيوانات، والطائرات، إلى غير ذلك مما يعطي للإلقاء معنى يساعد المستمع على الإدراك.

<<  <   >  >>