من الواضح أن الدربة لها أثرها في كل عمل، وأن الموهبة والاستعداد الشخصي يحتاجان إلى العقل والتعليم والممارسة، والناس منهم من يكون عنده استعداد فطري وشخصي، ولكن لا يمارس عملا ما فلن يبرز فيه، ولكي ندرك أهمية التدريب والممارسة علينا أن نقارن بين إنسان حصلت عنده ملكة أو موهبة قوية ولا يدرب نفسه، وبين إنسان قلّت موهبته وأخذ نفسه بالدربة والمران، فسنجد الذي قد تدرب فاق صاحب الموهبة.
إذن لابد من أن يأخذ الإنسان نفسه بالممارسة والمران لكي ينمي مواهبه التي فطر عليها، مدركين أن كثيرًا من الناس قد أصلحوا ملكة النطق فيهم بالمعاناة والممارسة، ذلك لكي يطب لعيوبه ويكمل النقص الذي يجده في نفسه، أو يجده غيره فيه.
ولا شك في أن التدريب يبعد عنك الرهبة من السامعين أو المشتركين معك في الإلقاء، ويمنحك الثقة بالنفس والشجاعة على المواجهة، بل إن فرسان هذا الفن هم أكثرهم تدريبًا في الميدان حتى صار هذا الفن جزءًا من حياتهم، وإن تاريخ فن الإلقاء يروي لنا العديد ممن كان التدريب أساس تفوقهم في هذا الميدان.
أهميته:
ولكي ندرك أهمية هذا الفن في حياتنا علينا أن نعلم أن ما من أمة من الأمم إلا وتنهض بفن التحدث والإلقاء في لغتها، وتصنع الأسس والقواعد والأصول التي تعين على ممارسة الإلقاء الناجح عبر وسائل الإعلام وبين الناس.
فقد صار فن الإلقاء وإجادة القول سبيلا من سبيل نجاح الخطيب