للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانخفاض نسبيًّا على أن يتوافر معه الوضوح والنبرة الساحرة واللين والمرونة وهي المميزات التي يهبها الله تعالى للصوت الذي يتلاءم أكثر من غيره مع مكبر الصوت وكأن الميكرفون يحتويه ويترنم به متلذذًا ليودعه الأثير جرسًا عذبًا ينساب في يسر إلى أفئدة المستمعين، فالمؤدي أمام مكبر الصوت لم يعد يحتاج إلى الصياح الذي كان يلجأ إليه الممثل والخطيب من قبل.

ومن الأشياء المنفرة التي لا ينبغي أن تكون في صوت من يلقي الخشونة والحبسة واللثغة والفأفأة وغيرها من الصفات التي عابها القدماء ١ والتي لا يصلح معها الصوت للإذاعة ولا علاج لها إلا الاتجاه نحو الطبقات العالية في الصوت، والعنف في الأداء يمكن علاجه بالتدريب على الأصوات وفنون الأداء والإلقاء.

ويجب أن تكون لغة المذيع لغة سليمة واضحة لا تشوبها لهجة محلية تحول دون الفهم والإفهام، أو تباعد بينه وبين اللغة الفصحى التي ينبغي أن يستمع إليها الناس.

والنطق الواضح يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالطريقة التي يمارسها المذيع في نطق الحروف، والنطق السليم يساعد بلا شك في تيسير الفهم للمستمع.

ودراسة أصوات اللغة من صميم العمل الإذاعي أو بعبارة أخرى من مكملات النجاح الإذاعي حتى يتمكن من النطق السليم الواضح٢.


١ البيان والتبيين للجاحظ، ص: ٣٢- ٣٩.
٢ الإذاعة وأصوات اللغة، مقال للدكتور إبراهيم أنيس، مجلة الفن الإذاعي، العدد ٣٢ سنة ١٩٦٥، ص: ٥.

<<  <   >  >>