للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخذ المذيع نفسه على النطق والتعبير بطريقة صحيحة في الحياة اليومية خير عون له على ذلك، حتى إذا وقف أمام مكبر الصوت جاءت ألفاظه ونطقه تبعًا لما اعتاد عليه.

فالممارسة على عملية النطق السليم تحتاج إلى مرونة في التنفس، وعمق يساعده على النطق بالجمل الطويلة، يتمكن معه من الوقف بيسر بين الجمل، وأن يلتقط أنفاسه بطريقة سهلة خلال فترات الصمت بين الجمل.

والحروف المتحركة تشكل جانبًا كبيرًا من موسيقى الكلام، فيجب أن يعطى كل حرف الوقت اللازم له حتى يخرج سليمًا واضحًا، فالحروف المتحركة ليست يسيرة في النطق، وهي تخرج بطريقة مضادة لعملية الزفير، فالرئتان تميلان إلى فصلهما ولكن عضلات الفم تضطرها اضطرارًا إلى الالتحام مع غيرها من الألفاظ الساكنة.

وموهبة المتحدث تظهر في قدرته على تنظيم تنفسه وسيطرته على الهواء المندفع من الرئتين حتى يصدر من الأنف أو الفم وفقًا لطبيعة الصوت، وقليل من الناس الذين يستطيعون السيطرة على تنفسهم وإخضاعه لما يتطلبه الكلام، وذلك مثل صاحب الخط الحسن، لا فرق بين عضلات يديه من الناحية التشريحية وبين غيره إلا أنه استطاع أن يخضع عضلات يديه وحركات أصابعه لما يتطلبه الخط الحسن١.

ويستلزم المتحدث أن يدرب نفسه على طبيعة المخارج، فإن لكل مجموعة من الحروف مخارجها، فمنها ما يخرج من أسفل الحلق، ومنها ما يخرج من الحلق ومنها ما يخرج من طرف اللسان.

الاعتدال والثقة لهما دور كبير في نجاح الإلقاء أمام الميكرفون


١ الكلمة المذاعة: د. طه عبد الفتاح مقلد.

<<  <   >  >>