للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمتحدث يحتاج إلى أن يكون معتدلا مع نفسه فالحالة المعنوية للمذيع تؤثر على صوته، ولذا يجب أن يكون معتدلا واثقًا من نفسه حين يؤدي عمله، فمكبر الصوت الإذاعي -الميكرفون- ذو حساسية وشفافية تجعل المستمع سرعان ما يكتشف اضطراب أعصاب المذيع أو المتحدث أو عدم الثقة، مما يحول دون الأداء السليم.

وقد يصرف هذا الاضطراب المستمع إلى التفكير في الطريقة التي يتكلم بها المذيع بدلا من جذب انتباهه إلى ما يقول، ومتى حدث هذا ضاع الأثر المطلوب من الكلام المذاع وضاع الهدف المرجو من عملية الاتصال.

فلا مكان على الأثير لمذيع لا يثق في نفسه وفيما يقوله للمستمعين، وإن كانت للثقة أهميتها ولكن يخشى من طغيان الشعور بالثقة والمبالغة، فطالما أدى هذا بالمذيع إلى أن يطلع على المستمعين بصوت متصايح أو أسلوب فيه التعاظم، أو أداء فيه التعالي والكبر لا ترتاح الآذان إلى سماعه ولا يستميل القلب إليه، وقد تمتد الأصابع إلى جهاز الاستقبال فتغلقه، والمقصود بالثقة أن تكون ثقة واعية محدودة بخط متوازن دقيق لا تحيد عنه، ولا تنحرف به وإنما هو سبيل إلى الأداء الجيد المتوازن، وفي إحساس واضح بهدف الرسالة التي يقوم بأدائها إلى المستمع.

الطابع الخاص يظهر واضحًا عبر الأثير، فقد اقتضت سنة الله في خلقه أن جعل لكل شخصية من الشخصيات طابعها الصوتي الخاص الذي يتميز به عن غيرها من الشخصيات، ولذا كان على الرغم من كثرة المذيعين والقارئين للقرآن العظيم فإن المستمع يمكنه أن يعرف الطابع الصوتي لكل منهم، فللمتحدثين والمذيعين شخصيات متباينة على الهواء، منهم المذيع الذي تفيض مشاعره بالإخلاص والحرارة والحيوية، ويحملك

<<  <   >  >>