للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الاهتمام به كصديق لك مع أنك لم تعرفه ولم تره من قبل، ومنهم من يشعرك عند سماع صوته بأنه جارك الودود دخل عليك بيتك يسامرك، ومنهم من يلوذ بحالة الثقل فلا ترتاح لسماع صوته، ومنهم يشعرك بأنه الشخص الثقيل الظل، ومنهم من يشعرك صوته بأنه حسن المظهر وأنه صادق الطوية ومنهم من يتميز بالخشونة والقوة ومنهم من يتميز بالأناقة والنعومة، إلى غير ذلك من الأوصاف التي تتكون للمتحدث في ذهن المتلقي.

فالشخصيات تختلف في الأصوات كما تختلف في صفاتها الذاتية والمهنية فقد تلقى إنسانا يتكلم معك فإذا أنت قد فوجئت بصوت لا تنتظره ١، ولا تتوقع أن تكون هذه هي شخصيته.

ولقد أوضحت جانت دانبر في كتابها الحديث الإذاعي٢ بأنها مارست في عالم الإذاعة التباين الواضح في أصوات الآدميين والمذيعين والمتحدثين بصورة ملموسة فلكل مذيع أوصاف تشكل شخصيته على الهواء.

وعلى كل مذيع أن يحدد لنفسه الطريقة التي تتلاءم مع صوته ويحس أنها خير طريقة يمكن أن يطلع على الناس بها، وإذا كان هناك برنامج يقدمه، عليه أن يختار الطريقة التي تلاءم شخصيته، فتصبح شخصية متميزة على الأثير لها مميزاتها الخاصة ولونها الفريد دون مبالغة تجنح بصاحبها بعيدًا عن الهدف المقصود وتضل طريقها إلى أفئدة المستمعين.

ومن هذا يتضح أن صوت الإنسان عبر مكبر الصوت يتخذ له لونًا خاصًا وشكلا خاصًا يعبر عن صاحبه، ولذا ينبغي أن ينظر المتحدث إلى طبيعة صوته وإلى شخصية هذا الصوت وما يعبر عنه ومدى ألفته للمستمع،

فإن لذلك أثره الواضح في إدراك المتلقي لما تقول.


١ على الأثير: عباس محمود العقاد، ص: ١٣٤.
٢ Radio talk P:٣٤.

<<  <   >  >>