للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستمر ينشد بنفسه، ثم ترك الإنشاد لهذه الآفة، فكان أخوه سهم ينشد نيابة عنه.

وكان أحمد شوقي لا ينشد شعره بنفسه، فكان ينوب عنه في إنشاده بعض من يحسن الإنشاد مثل: كامل الشناوي، من رجال الآداب والصحافة، وكامل زيتون، من رجال التربية والتعليم.

إلقاء الشعر من غير قائله:

إذا كان ملقي الشعر غير القائل له، فعليه أن يلبس نَفْسَ الشاعر، ويحمل مشاعره ويتشرب عواطفه وينغمس في تجاربه، حتى يصير كأنه هو، والإنسان فيه قدرة عجيبة على أن يتقمص روح غيره، ويترجم عن وجدانه، وينطق عن لسانه.

والإلقاء الجيد له أثره في نفوس السامعين؛ إذ يسمو بالشعر إلى أرقى الدرجات، كما أن سوء الإلقاء قد يخفض من قدر الشعر الجيد؛ لأن الإلقاء عنصر من عناصر الجمال في الشعر، لا يقل أهمية عن ألفاظه ومعانيه وأخيلته.

فالشعر تشعر به النفوس ويتغنى به الناس في أعمالهم ومحافلهم، ويرونه فيما بينهم، وفي هذا يقول المتنبي:

وَمَا الشِّعْرُ إِلا مِنْ رُوَاةِ قَصَائِدِي ... إذَا قُلْتُ شِعْرًا أَصْبحَ الدَّهرُ مُنْشِدًا

فَسَارَ بِه مَنْ لا يَسِيرُ مُشَمّرًا ... وغَنَّى بِه مَنْ لا يُغَنِّي مُغَرِّدًا


١ الشعراء وإنشاد الشعر: علي الجندي، ص: ٢١.

<<  <   >  >>