للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصوت المسموع:

القراءة بصوت مسموع تساعد على إدراك النغمة الموسيقية في الشعر وتساعد على التدريب على الإلقاء وتساعد على قرض الشعر، والأداء السليم له؛ وذلك لأن القارئ الآخذ بحظ من الآداب لا تكاد تمتعه قراءة الشعر إلا بصوت مسموع؛ ليشرك أذنه مع قلبه في هذه البهجة الفائقة، على أن الشاعر كما أعرف من تجاربي وتجارب غيري -إذا استعصى عليه الاسترسال في قرض الشعر- شرع في التغني والترنم، فسرعان ما تهتز نفسه من داخلها فيتدفق عليه القول١.

والكلام الموزون ذو النغم الموسيقي يثير فينا انتباها عجيبًا وذلك لما فيه من توقع لمقاطع خاصة تنسجم مع ما نسمع من مقاطع لتتكون منها تلك السلسلة المتصلة الحلقات التي لا تنبو إحدى حلقاتها عن مقاييس الأخرى، والتي تنتهي بعد عدد معين من المقاطع بأصوات بعينها نسميها القافية، فهي كالعقد المنظوم تتخذ الخرزة من خرزاته في موضع ما، شكل خاصًّا وحجمًا خاصًّا ولونًا خاصًّا، فإذا اختلفت في شيء من هذا أصبحت نابية غير منسجمة مع نظام هذا العقد٢.

الشعر يثير المشاعر:

وعلى من يلقي الشعر أن يتذكر أن الشعر بما فيه من خصائص بأوزانه وقوافيه، وبما يتخيرون من ألفاظ تكون أثبت على إثارة المشاعر، وكذلك حين نضعها في قوالب خاصة نميزها من القوالب العديدة والتراكيب اللغوية المختلفة.


١ الشعراء وإنشاد الشعر: علي الجندي، ص: ٣٣.
٢ موسيقى الشعر: د. إبراهيم أنيس، ص: ١١.

<<  <   >  >>