فالشعر بطبيعته يختلف في إلقائه وذلك حسب ما تمثله مناسبة القصيدة وحسب ما تحمله من العبارات والجمل والأخيلة والصور البديعية التي تضفي على القصيدة ثوبًا من الجمال، ويزيد جمالها لو ألقاها أحد الملقين المتمرسين وأعطاها حق إلقائها من النبر والوقف والتقطيع وراعى في كل أبياتها حركة حرف الروي.
وتختلف النغمة الموسيقية في الإنشاد وفقًا لاختلاف المعنى، فالاستفهام له نغمة تختلف عن نغمة التعجب وكذلك الإنكار، فإلقاء الشعر يراعى فيه المعنى، بل ينبغي أن تكيف النغمة وفقًا لطبعية المعنى في البيت الواحد أو في مجموعة من الأبيات، وينبغي أن ينوع في صعود النغمة وهبوطها حتى ينتهي المعنى وقد هبط الصوت إشعارًا بانتهاء المعنى، وقد تقسم القصائد إلى مقاطع كل مقطع يشمل على مجموعة من الأبيات يمكن أن تستقل كل منها بمعنى، وقد يتكون المقطع من بيتين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، وينشد الملقي المقطع وفق النغمة التي تؤدي المعنى حتى نهاية المقطع ويتوقف عن الإلقاء قليلا ليوحي للسامع أن المعنى قد انتهى، فتستريح أذنه لتنتبه إلى المعنى الثاني للمقطع