إن المتقدمين قلما ينظمون بالروي حروف المعجم؛ لأن ما روي من شعر امرئ القيس، لا نعلم فيه شيئًا من الطاء والظاء والشين ولا الخاء ونحو ذلك من حروف المعجم، وكذلك ديوان النابغة ليس فيه روي بني على الصاد والضاد والطاء ولا كثير من نظائرهن١.
فحالة الشاعر النفسية في الفرح غيرها في الحزن واليأس، ونبضات قلبه حين يتملكه السرور سريعة يكثر عددها في الدقيقة، ولكنها بطيئة حين يستولي عليه الهم والجزع، ولابد أن تتغير نغمة الإنشاد تبعًا للحالة النفسية، فهي عند الفرح والسرور سريعة متلهفة وهي في اليأس والحزن بطيئة حاسمة.
والذي يلقي لا يستطيع في النَفَسِ الواحد أن ينطق بمقاطع كثيرة، إلا أن قدرته في هذا محدودة يسيطر عليها ما فيه من حالة نفسية ومعنوية، فحين يكون الإنسان هادئًا يكون أقدر على النطق بمقاطع كثيرة بعضها إثر بعضن دون أن يشوبها اليأس أو إبهام في ألفاظها.
وحين يكون متلهفًا سريع التنفس كما هو الحال في الانفعال يكون أقل قدرة على النطق المتوالي للمقاطع والإبانة عنها.
الوقف:
قراءة الشعر تتطلب مراعاة النغمة الموسيقية والاتصال بين الفقرات.