للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووظيفة إلقاء الشعر تتطلب قراءة تعمل على اتصال كلمات القصيدة الشعرية الواحدة بعضها ببعض اتصالا وثيقًا يتفق مع طبيعة المقاطع والموسيقى الشعرية.

فالإنشاد لا يتم بمجرد مراعاة المقاطع والتفاعيل في الوزن أو إعطاء النبر حقه بل لابد من مراعاة النغمة الموسيقية، والإلقاء الجيد للشعر هو الذي يراعي أن الإنشاد لا يتم إلا بمراعاة أوزان التفاعيل ومراعاة النغمة الموسيقية والمعنى حين الوقف.

ولذا يراعي عند الابتداء والوقف في البيت الواحد أو القصيدة ككل أن الوقف بالسكون قد يخل بالوزن إذا كان آخر الكلمة ليس ساكنًا وأن يدرك أن تظل النغمة في صعود وهبوط مع انسجام درجة الصعود بالصوت والانخفاض به حيث إذا انتهى المعنى هبط الصوت لدرجة تشعر السامع بانتهائه، وإذا كان للمعنى بقية صعد بالصوت وأشعر السامع بوجوب انتظار بقية المعنى.

وعليه كذلك أن يراعي السكنات والوقفات القصيرة التي قد يلجأ إليها لإظهار معنى ما أو جمال لفظ يلفت الانتباه إليه، أو إيضاح معنى دقيق أو كلمة من كلمات البيت.

وإن حسن تخير أماكن الوقف والوقفات والسكنات تساعد على توضيح المعنى وانسجام الموسيقى، وإن الإهمال في ذلك أو عدم الاتفاق عليه يؤدي إلى نوع من الاضطراب، ويقول الدكتور إبراهيم أنيس: ولكننا تركنا الأمر فوضى ولم نتخذ للإنشاد طريقًا مرسومًا نتفق عليه جميعًا ونحتذيه دائمًا، مما أدى إلى ذلك الاضطراب في إنشاد معظمنا

<<  <   >  >>