للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢٨ قوله: "واتِّباعُ السلف الصّالح واقتفاءُ آثارهم والاستغفارُ لهم".

الخيرُ كلُّ الخير والسعادةُ كلُّ السعادة في اتِّباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومَن تبعهم بإحسان، وقد أخبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمَّة إلى ثلاثٍ وسبعين فِرقةٍ، كلُّها في النَّار إلاَّ واحدة، قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: "هي الجماعة"، وقد مرَّ ذلك، ومرَّ أيضاً قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية: ". . . فإنَّه مَن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تَمسَّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة".

ومرَّ أيضاً قولُ مالكٍ رحمه الله: "لن يصلُح آخرُ هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلُها".

وقال الإمام أحمد في أوّل اعتقاده كما في السنَّة للالكائي (١/١٥٦) : "أصولُ السنَّة عندنا التمسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداءُ بهم، وتركُ البدع، وكلُّ بدعةٍ فهي ضلالةٌ، وتركُ الخصومات والجلوسِ مع أصحاب الأهواء، وتركُ المراء والجدال والخصومات في الدِّين".

وقد أثنى اللهُ على مَن جاء بعد المهاجرين والأنصار، مستغفراً لهم سائلاً اللهَ ألاَّ يجعل في قلبه غِلاًّ للمؤمنين، فقال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} .

قالت عائشة رضي الله عنها فيمَن نال مِن بعض الصحابة: "أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسبُّوهم" أخرجه مسلم (٣٠٢٢) .

<<  <   >  >>