ومِن أعظم ما أحدثه المُحدِثون وابتدعه المبتدعون ما زعمه أحدُ النوابت في هذا العصر الذي مرَّ ذكرُه في بحثَيْ الحوض والصحابة مِن أنَّ الصحبةَ الشرعية مقصورةٌ على المهاجرين والأنصار قبل الحديبية، وأنَّ كلَّ مَن أسلم وهاجر بعد الحديبية أو لم يهاجر مِمَّن لقيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّه ليس مِن أصحابه، وأنَّ صحبَتَهم كصحبة المنافقين والكفّار وفي مقدِّمَتهم العباسُ بن عبد المطّلب وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وهي بدعةٌ ضلالةٌ لم يُسبق إليها خلال القرون الماضية، وفي المثل "كم ترك الأوَّلُ للآخر" فكم ترك الأوَّلُ مِن المبتدعة للآخر منهم، فقد تركوا له هذه البدعة، فظفر بها، وعليه وِزرُها ومثلُ أوزار مَن ابتُلي بها من بعده.
وقد ختم ابنُ أبي زيد رحمه الله مقدِّمةَ رسالته بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي طريقةٌ متَّبعةٌ، سلكها بعضُ المؤلِّفين، فختموا مؤلفاتهم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان الفراغُ مِن تأليف هذا الشرح في صباح الخميس، الموافق للثامن مِن شهر جمادى الأولى مِن عام ١٤٢٣هـ.
والحمدُ لله أوّلاً وآخراً على نِعمه الظاهرة والباطنة، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا وإمامنا محمد ومَن سلك سبيله واهتدى بِهَديه إلى يوم الدِّين.