وفي كتاب السنّة لمحمد بن نصر المروزي (٨٢) عن عبد الله بن عمر قال: "كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها النّاسُ حسنة".
وذكر الشاطبي في الاعتصام (١/٢٨) أنَّ ابن الماجشون قال: سمعتُ مالكاً يقول: "مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أنَّ محمّداً خان الرسالة؛ لأنَّ اللهَ يقول:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (١٠/٢٤٤) قال أبو عثمان النيسابوري: "مَن أمَّر السنَّةَ على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومَن أمَّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة".
وقال سهل بن عبد الله التستري كما في فتح الباري (١٣/٢٩٠) : "ما أحدث أحدٌ في العلم شيئاً إلاَّ سُئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنَّة سلِمَ، وإلاَّ فلا".
وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/٩٥) : "أجمع أهلُ الفقه والآثار مِن جميع الأمصار أنَّ أهلَ الكلام أهلُ بدَع وزيغ، ولا يُعدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنَّما العلماء أهلُ الأثر والتفقُّه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز".
وما أحسن ما قاله الإمام بن الإمام عبد الله بن أبي داود السجستاني في مطلع منظومته الحائية:
تمسَّكْ بحبل الله واتَّبِع الهُدى ... ولا تكُ بدعيًّا لعلَّك تُفلحُ
ودِنْ بكتاب الله والسنن التي ... أتتْ عن رسول الله تنجو وتربحُ