الغضبُ، فقال: إنَّما هلك مَن كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".
وروى ابن ماجه (٢٥٤) عن جابر بن عبد الله أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تعلَّموا العلمَ لتباهوا به العلماء، ولا لتُماروا به السفهاء، ولا تخيَّروا به المجالس، فمَن فعل ذلك فالنَّار النَّار".
قال ابن أبي العزّ الحنفي في شرح قول الطحاوي (ص٤٢٧) : "ولا نُماري في دين الله"، قال: "معناه لا نخاصمُ أهلَ الحقّ بإلقاءِ شبُهات أهلِ الأهواء عليهم؛ الْتماساً لامترائهم ومَيْلِهم؛ لأنَّه في معنى الدعاءِ إلى الباطل وتلبيسِ الحقّ وإفسادِ دين الإسلام".
وروى البخاري (٤٥٤٧) ومسلم (٢٦٦٥) عن عائشة أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تلا قولَه تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} الآية، فقال: "إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى اللهُ، فاحذَرُوهم".
وفي سنن الدارمي (٤٠٦) عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر قال: "لا تُجالسوا أصحابَ الخصومات؛ فإنَّهم الذين يخوضون في آيات الله".