وحدَه هو الإلَهُ الحقُّ الذي يجب أن تُفرَدَ له العبادة، وأن لا يكون لغيره نصيبٌ منها، ولهذا الأمر العظيم أرسل اللهُ الرُّسلَ وأنزل الكتبَ، كما قال الله عزَّ وجلَّ:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ،وقال:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ، فالله خلق الخَلق، وأرسلَ الرُّسلَ، وأنزل الكُتبَ لأمرهم بعبادته وحده، وترك عبادة غيره، وهذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية، وهو إفرادُ الله بالعبادة هو أحدُ أنواع التوحيد الثلاثة، التي هي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الألوهية: توحيد الله بأفعال العباد، كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذَّبح والنَّذر، وغيرها من أنواع العبادة، كلُّها يَجب على العباد أن يَخصُّوا الله تعالى بها، وأن لا يجعلوا له فيها شريكاً.
وتوحيد الربوبية: هو توحيد الله بأفعاله، كالخَلق والرَّزق والإحياء والإماتة والتصرُّف في الكون، وغير ذلك من أفعال الله التي هو مختصٌّ بها، لا شريك له فيها.
وتوحيدُ الأسماء والصفات: هو إثباتُ ما أثبته اللهُ لنفسه وأثبته له رسولُه صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه يليقُ بكمال الله وجلاله، من غير تمثيل أو تكييف، ومن غير تحريف أو تعطيل.
وهذا التقسيم لأنواع التوحيد عُرف بالاستقراء من نصوص الكتاب والسُّنَّة، ويتَّضح ذلك بأوَّل سورة في القرآن، وآخر سورة؛ فإنَّ كلاًّ منهما مشتملةٌ على أنواع التوحيد الثلاثة.