للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا السُّنَّة فقد جاء فيها أحاديث كثيرة تدلُّ على بيان أمور لا يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل قصَّة الإفك، فإنَّه لَم يَعلَم براءةَ أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلاَّ بعد نزول القرآن في براءتها في آيات تُتلَى في سورة النور، ومثل قصة العِقْد الذي فقدته عائشةُ رضي الله عنها في إحدى سفراتها مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد بقوا في منْزلهم للبحث عنه، وانتهى ماؤهم، فأنزل الله إليه آيةَ التيمُّم، وعند رحيلهم وُجد العِقْدُ تحت الجمل الذي تركب عليه عائشة.

قال ابن كثير عند تفسير آية الكرسي: "وقوله: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} أي: لا يطَّلع أحدٌ من علم الله على شيء إلاَّ بما أعلمَه الله عزَّ وجلَّ وأطلعه عليه، ويحتمل أن يكون المراد: لا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته إلاَّ بما أطلعهم الله عليه، كقوله: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} .

وقوله: "وسع كرسيه السموات والأرض" الكرسيُّ مخلوقٌ من مخلوقات الله، وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه موضع القَدَمين، كما في المستدرك للحاكم (٢/٢٨٢) ، وقال: "إنَّه على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ولم يتعقبه الذهبي، وفي إسناده عمَّار الدُّهْنِي، وهو من رجال مسلم دون البخاري.

وانظر تخريجه في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (٩٠٦) ، والضعيف فيه هو المرفوع، وأمَّا الأثر الذي جاء عن ابن عباس من تفسير الكرسي بالعلم، ففي إسناده جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال فيه الحافظ في التقريب: "صدوق يهم"، وقال ابن منده في كتاب الرد على

<<  <   >  >>