للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماع على الإرسال بين الراويين إذا لم يعرف لهما اجتماع عند من لا يكتفي بالمعاصرة". ١

٤- أما المراد بهذا النوع من كتب الرجال:

فهي تلك الكتب التي اعتنت بتراجم الرجال في مدينة معينة كـ "تاريخ بغداد" للخطيب (ت ٤٦٣ هـ) ، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (ت ٥٧١ هـ) ، أو في عدة مدن كـ "طبقات ابن سعد" (ت ٢٣٠ هـ) ، و"مشاهير علماء الأمصار" لابن حبان (ت ٣٥٤ هـ) ، و"الإرشاد" للخليلي (ت ٤٤٦ هـ) ، ومنها ما هو مرتب على الطبقات كـ "طبقات المحدِّثين بأصبهان" لأبي الشيخ ابن حيان (ت ٣٦٩ هـ) ، أو على الحروف كـ "تاريخ بغداد" للخطيب، و "أخبار أصبهان" لأبي نعيم الأصبهاني (ت ٤٣٠ هـ) .

٥- أما عن تاريخ ظهور هذا النوع من المصنفات فيقول الأستاذ الدكتور أكرم العُمري: "كانت المصنفات الأولى في الرجال شاملة لا تقتصر على رجال مدينة واحدة، ثم ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث الاهتمام بالتصنيف في رجال المدينة الواحدة، ومن الطبيعي أن يكون المصنِّف في رجال المدينة من سكانها أنفسهم، ولا شك أن العالم من أبناء المدينة يكون ذا معرفة برجالها لاختلاطه بالمعاصرين له، ونقله عن تلاميذ الذين سبقوه منهم، وهذا يجعله قادراً على التعريف برجال الحديث في بلده أكثر من غيره ٢، لذلك فإن التواريخ المحلية غالباً ما تكون أدق في معلوماتها عن علماء البلدة من


١شرح التبصرة والتذكرة (٣ / ٢٧٩) .
٢روى الخطيب بسنده عن حماد بن زيد أنه كان يقول: "بلدِيُّ الرجل أَعْرَفُ بالرجل". الكفاية (ص: ١٧٥) .

<<  <   >  >>