معهم، إلا أن من أشدهم انتقاء للسنن وأكثرهم مواظبة عليها، حتى جعلوا ذلك صناعةً لهم لا يشوبونها بشيء آخر ثلاثة: مالك والثوري وشعبة".
وقال: "ثم أخذ عن هؤلاء بعدهم الرسم في الحديث والتنقير عن الرجال والتفتيش عن الضعفاء والبحث عن أسباب النقل جماعة منهم: عبد الله بن المبارك (ت ١٨١ هـ) ، ويحيى بن سعيد القطان (ت ١٩٨ هـ) ووكيع بن الجراح (ت ١٩٧ هـ) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ت ١٩٨ هـ) ومحمد بن إدريس الشافعي (ت ٢٠٤ هـ) في جماعة معهم، إلاَّ أن من أكثرهم تنقيراً عن شأن المحدثين وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى جعلوا هذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها إلى غيرها مع لزوم الدين والورع الشديد والتفقه في السنن رجلان: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي".
وقال: "ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الحديث والاختيار وانتقاء الرجال في الآثار حتى رحلوا في جمع السنن إلى الأمصار، وفتشوا المدن والأقطار، وأطلقوا على المتروكين الجرح وعلى الضعفاء القدح، وبينوا كيفية أحوال الثقات والمدلسين والأئمة والمتروكين حتى صاروا يقتدى بهم في الآثار وأئمة يسلك مسلكهم في الأخبار، جماعة منهم: أحمد بن حنبل رضي الله عنه (ت ٢٤١ هـ) ، ويحيى بن معين (ت ٢٣٣ هـ) ، وعلي بن المديني (ت ٢٣٤ هـ) ، وأبو بكر بن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي (ت ٢٣٨ هـ) ، وعبيد الله بن عمر القواريري (ت ٢٣٥ هـ) ، وزهير بن حرب أبو خيثمة (ت ٢٣٤ هـ) في جماعة من أقرانهم.