للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- زيد بن ثابت.

٣- عبد الله بن عباس". ١

وقال في موضع آخر: "لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب يفتون بقوله في الفقه إلا ثلاثة: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس ٢.

في هذين النصين اختار ابن المديني ثلاثة أئمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يمثلون ثلاثة مراكز من مراكز العلم الأولى في الإسلام: أما مكة والمدينة فهما مهبط الوحي ومركز دولة الإسلام الأولى، ومنهما بزغ نور الإسلام وإليهما سيأرز الإيمان في آخر الزمان، وأما الكوفة فهي أول الأمصار تمصيراً في الإسلام اختطت في أول خلافة عمر رضي الله عنه وسير إليها عبد الله بن مسعود ليعلم الناس أمور دينهم".

أما اختياره لهؤلاء الأئمة فلأنهم كانوا رؤوساً في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض وقد جمعوا بين الرواية والفقه، ونلمح هذا الشرط من صنيعه رحمه الله في اختيار تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم إلى طبقة شيوخه حيث ركز اختياره على من عُرف بالرواية والفقه دون غيرهم.

أما الحافظ أبو عبد الرحمن النساني فقد توسع رحمه الله في تلك المدارس من جهتين:

الأولى: من حيث ذكره للمدارس ومراكز العلم الأخرى حيث أضاف إلى ما ذكره ابن المديني مدرسة البصرة، والشام، ومصر،


١العلل (ص: ٤٢) .
٢العلل (ص: ٤٥) .

<<  <   >  >>