للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم روى بإسناده: "عن عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة، وعنده الزهري (١) ، قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له الزهري: قاتلك الله يا بن أبي فروة، ما أجرأك على الله! لا تُسْندُ حديثك؟! تحدثنا بأحاديث ليس لها خُطُم ولا أَزِمَّة" (٢) .

شبَّه الأسانيد بالخُطُم والأزمة للدواب، فالدابة التي ليس لها خطام تُمْسَك به تتفلت من صاحبها، ولا تنقاد له.

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". رواه مسلم في مقدمة صحيحه (٣) ، وروى عنه أيضاً أنه قال: "بيننا وبين القوم القوائم" يعني الإسناد (٤) .

قال النووي رحمه الله: "ومعنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلا تركناه، فجعل الحديث كالحيوان، لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم" (٥) يعني: بغير أرجل.

وكلامهم في هذا المعنى كثير (٦) ، وهو يدل على أهمية الإسناد، ويدل أيضاً


(١) محمد بن مسلم بن عبيد الله أبو بكر القرشي الزهري الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة. (تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رقم ٦٢٩٦) .
(٢) معرفة علوم الحديث للحاكم: (ص٦) .
(٣) صحيح مسلم: (المقدمة ص١٥) .
(٤) المصدر السابق.
(٥) شرح صحيح مسلم: (١/٨٨) .
(٦) انظر: الإسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم للدكتور عاصم القريوتي، والإسناد من الدين لأبي غدة.

<<  <   >  >>