للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأصلي، وثلاثة أرباعها أسانيد (١) ، وهذا فيه دلالة واضحة على أهمية الأسانيد ودورها في حفظ السنة النبوية.

رابعاً:- لما طالت الأسانيد على المتأخرين تعذر عليهم رواية كل حديث بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك لجؤوا إلى رواية الكتب بأسانيدهم إلى مؤلفيها، فإذا اتصل إسناد أحدهم إلى مؤلف الكتاب حُقَّ له أن يروي أي حديث في ذلك الكتاب بإسناده إلى منتهاه.

لذلك طرق العلماء أبواباً أخرى في التأليف، وصنفوا كتباً عُنيت بسلاسل أسانيد الكتب إلى مؤلفيها - وهي ثمرة أخرى من ثمار الاهتمام بالأسانيد - وهذه الكتب هي كتب معاجم الشيوخ، والمشيخات، والفهارس، والبرامج، والأثبات، وهي كثيرة جداً تزيد على ألفي كتاب (٢) ، وهي من مفاخر الأمة الإسلامية وخَصِيصة من خصائصها تبعاً لاختصاص هذه الأمة بالإسناد، كما تقدم في المبحث الثاني. قال الحافظ ابن حجر: "سمعت بعض الفضلاء يقول: الأسانيد أنساب الكتب" (٣) .

وبعد ...

فقد تقدم في المباحث السابقة نبذة عن أهمية الإسناد وعناية العلماء به، وأثر هذه العناية في حفظ السنة النبوية، وهنا أسئلة تطرح نفسها لها تعلق وثيق بما تقدم، منها:


(١) انظر: الإسناد من الدين لأبي غدة: (ص٣١) .
(٢) انظر: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعبد الحي الكتاني، ومعجم المعاجم والمشيخات والفهارس والبرامج والأثبات للدكتور يوسف المرعشلي.
(٣) فتح الباري: (١/٥) .

<<  <   >  >>